جددت دولة الكويت دعواتها إلى تكثيف جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منطقة الشرق الأوسط من خلال السعي إلى تعميم تطبيق نظام الضمانات الشاملة على جميع المنشآت النووية في المنطقة، تمهيدا لإخلائها من الأسلحة النووية.
اعتبرت الكويت ان «الاهمية الاستراتيجية التي تحظى بها منطقة الشرق الاوسط تستدعي من دول المنطقة والمجتمع الدولي على السواء الحفاظ على امنها واستقرارها، لما في ذلك من اثر سلمي في العالم بأسره». وقال رئيس وفد دولة الكويت في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير فوزي الجاسم في كلمة له أمس: «ان دولة الكويت تجدد الدعوة الى تكثيف جهود الوكالة في الشرق الاوسط، وذلك من خلال السعي الى تعميم تطبيق نظام الضمانات الشاملة على جميع المنشآت النووية في المنطقة، تمهيدا لاخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية.
ضمانات على المنشآت النووية
وفي ما يتعلق بفكرة اقامة منتدى لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية، اوضح مندوب الكويت ان المقومات الاساسية لانشاء هذه المنطقة تتجسد في تطبيق الضمانات الشاملة على جميع المنشآت النووية في منطقة الشرق الاوسط، وانضمام جميع دول المنطقة الى معاهدة عدم الانتشار النووي. واعرب الجاسم عن امله في وضع جدول اعمال واضح ومحدد، يجعل المنتدى اكثر موضوعية وتوازنا، ويتفادى التشكيك في امكانية انشاء هذه المنطقة في الشرق الاوسط. واضاف ان جميع دول الشرق الاوسط قد انضمت الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضعت مرافقها النووية لضمانات الوكالة، ما عدا اسرائيل. ودعا الجاسم باسم دولة الكويت المجتمع الدولي إلى مواصلة جهوده ومساعيه والعمل على ايجاد حل سلمي «يجنب منطقتنا اية ازمات او حروب من شأنها زعزعة الامن والاستقرار، والتعامل بجدية ومن دون تمييز مع اي دولة في المنطقة لم تنضم الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية».
أمن المصادر الإشعاعية
وعن موضوع امان وامن المصادر الاشعاعية والمواد النووية، اكد السفير الجاسم ان دولة الكويت مستعدة دائما للتعاون والتنسيق في مجال الانشطة التي تهدف الى رفع كفاءة مستوى امان المصادر الاشعاعية والنووية واستخداماتها من خلال تنفيذ مشاريع وطنية او اقليمية، بالتعاون مع الوكالة او مع المنظمات الاخرى ذات الاهتمام المشترك. وحث السفير الكويتي الوكالة على التنسيق مع الدول الاعضاء التي تقيم منشأة نووية على اراضيها لاخذ الحيطة والحذر، واتباع تدابير الامان في منشآتها وبرامجها النووية، كما أكد اهمية قيام الوكالة بالتحقق وبشكل مستمر من قيام سلطات الدول باتباع اجراءات السلامة في منشآتها، وذلك ضمانا لسلامة شعوب تلك الدول وشعوب الدول المجاورة لها من اخطار الحوادث النووية. وتناول السفير الكويتي البند الخاص بتنفيذ اتفاق الضمانات الخاص بالجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث اكد حق جميع الدول في انتاج وتطوير واستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية، في اطار ما نصت عليه معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. لكنه دعا في نفس الوقت الجمهورية الايرانية الصديقة إلى مواصلة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لتبديد المخاوف والشكوك حول طبيعة برنامجها النووي ومعالجة كل المسائل العالقة.
اتباع الجهود الدبلوماسية
وحث الجاسم «جميع الاطراف على بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية واتباع سياسة الحوار والتفاوض من اجل الوصول إلى الهدف المنشود، الذي سيؤدي الى تحقيق الامن والاستقرار في الشرق الاوسط والعالم اجمع». وتناول المندوب الكويتي في كلمته احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم وحصول زيادة كبيرة في امدادات الطاقة للعقود المقبلة. وقال ان خيار اعتماد الطاقة تحدده السياسات الوطنية وفقا لاحتياجاتها وتطلعاتها وقدراتها. وأوضح ان اعلان اجتماع القمة الخليجي في ديسمبر 2006 يتبنى برنامجا مشتركا بين دول
مجلس التعاون الخليجي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومنذ ذلك الحين والمشاورات والاجتماعات مستمرة بين خبراء دول المجلس وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتعرف على احتياجاتنا. وأعرب عن ارتياح دولة
الكويت لانتهاء خبراء الوكالة من اعداد وتسليم دراسة الجدوى الاولية، غير أنها تتطلع الى مزيد من التعاون بين اجهزة الوكالة ودول مجلس التعاون الخليجي.
تبرعات كويتية
وقال في هذا الصدد ان دولة الكويت استجابت لهذه المسألة الحيوية وقررت التبرع بمبلغ 10 آلاف يورو من اجل المساهمة في تغطية هذه الانشطة، وبواقع خمسة الاف يورو لكل برنامج. واكد اهمية استمرار توفير الدعم المادي الدائم لصندوق التعاون التقني، وذلك ضمانا لاستمرار التدفق المالي بغية انجاح المشاريع والبرامج القائمة والمستقبلية للدول الاعضاء في الوكالة في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والموارد المائية والطاقة والبيئة والاستخدامات الصحية. واشار الى قيام الكويت بشكل منتظم بتسديد كل التزاماتها تجاه الصندوق، وذلك ايمانا منها بالاهداف النبيلة التي تضطلع بها برامج الصندوق المختلف وهو الذي يجب ان يكون حافزا لجميع الدول نحو القيام بتسديد مساهماتها بالكامل.
عالم خال من اسلحة الدمار
واثنى مندوب دولة الكويت في ختام كلمته على الجهود الكبيرة التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة مديرها العام د. محمد البرادعي في مواجهة تحديات عدة، مثل امدادات الطاقة والصحة البشرية، وتوافر المياه والأمن الغذائي وحماية البيئة ونزع الاسلحة النووية تماما، للوصول الى الهدف المنشود، المتمثل في خلق عالم خال من اسلحة الدمار الشامل.